فصل: باب ما يكره للرجل أن يصحب الأشرار:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مساوي الأخلاق



.باب ما جاء فيما يكره للرجل أن يأخذ شيئا لأخيه كأن يلاعبه:

640- حدثنا نصر بن داود الخلنجي، ثنا أبو نعيم، ثنا ابن أبي ذئب، عن عبد الله بن السائب بن يزيد، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يأخذن أحدكم متاع صاحبه لاعبا، وإن أخذ عصا صاحبه فليردها عليه».
641- حدثنا إبراهيم بن الجنيد، ثنا عاصم بن علي، ثنا ابن أبي ذئب، عن عبد الله بن السائب بن يزيد، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يأخذن أحدكم متاع صاحبه لا لاعبا ولا جادا، وإن أخذ عصا صاحبه فليردها عليه».
حدثنا نصر بن داود، قال: قال أبو عبيد في معنى هذا الحديث: يقول: هو لاعب في معنى السرقة، جاد في إدخال الأذى والروع عليه.
642- حدثنا إبراهيم بن الجنيد، ثنا عبد الله بن محمد بن علي الحراني، ثنا حاتم بن إسماعيل، ثنا عبد الملك بن حسن، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن عمارة بن حارثة، عن عمرو بن يثربي قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «لا يحل لامرئ من مال أخيه شيء إلا بطيب نفسه منه». فقلت: يا رسول الله، أرأيت إن لقيت غنم ابن عم لي، أأجتزر منها شاة؟ قال: «إن لقيتها نعجة تحمل شفرة، وأزنادا بخبت الجميش فلا تهجها».
قال حاتم: خبت الجميش: صحراء بين مكة، والحجاز.

.باب ما يكره للرجل الإكثار من قول زعموا:

643- حدثنا حماد بن الحسن بن عنبسة الوراق، ثنا عمر بن يونس اليمامي، ثنا يحيى بن عبد العزيز، عن يحيى، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، أن عبد الله بن عامر قال: يا أبا مسعود، ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في زعموا؟ قال: سمعته يقول: «بئس مطية الرجل».
644- حدثنا العباس بن عبد الله الترقفي، ثنا الفريابي، ثنا محمد بن يوسف، عن سفيان الثوري، عن يحيى بن هانئ، عن أبيه، قال لابنه: هب لي من كلامك كلمتين: ثم، وسوف.

.باب ما يكره للرجل أن يتكلم بكلام يعتذر منه:

645- حدثنا أحمد بن يحيى بن مالك السوسي، ثنا علي بن عاصم، ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن عثمان بن جبير، عن أبيه، عن أبي أيوب الأنصاري قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، عظني وأوجز. قال: «إذا صليت فصل صلاة مودع، ولا تتكلم بكلام تعتذر منه غدا، واجمع اليأس مما في أيدي الناس».
646- حدثنا أبو البختري عبد الله بن محمد بن شاكر، ثنا يزيد بن هارون، أنبأنا المسعودي، عن وديعة الأنصاري، قال: قال عمر بن الخطاب لرجل وهو يعظه: لا تكلمن فيما لا يعنيك، واعتزل عدوك، واحذر صديقك إلا الأمين، والأمين من يخاف الله عز وجل.
647- حدثنا أحمد بن ملاعب البغدادي، ثنا محمد بن سعيد بن الأصبهاني، ثنا عبد السلام، عن خالد بن عبد الرحمن، قال: دخل ميمون بن مهران علي وأنا أكتب، فقال: لا تكثر الكتب، فإنه قل من كتب إلا كذب، وقل من اعتذر إلا كذب.
648- حدثنا علي بن حرب، ثنا وكيع بن الجراح، عن ابن عون، قال: دخلت أنا وشعيب بن الحجاب على إبراهيم النخعي، فاعتذرت أنا أو أحدنا، فقال: قد عذرتك غير معتذر، فإن الاعتذار يسوقه الكذب.

.باب ما يكره من رد قبول العذر:

649- حدثنا علي بن حرب، ثنا وكيع بن الجراح، ثنا سفيان الثوري، عن ابن جريج، عن ابن ميناء، عن جودان، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من اعتذر إلى أخيه بمعذرة فلم يقبلها منه كان عليه كخطيئة صاحب مكس».
650- حدثنا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق القلوسي، ثنا الحسن بن عنبسة، ثنا محمد وهو ابن فضيل، عن الوصافي وهو سعيد بن عبيد الله، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من رجل يمشي إلى أخيه، فيعتذر إليه بمعذرة لا يقبلها منه، إلا تحمل منه كخطيئة صاحب مكس». يعني العشار.
651- أنشدني محمد بن إسماعيل الإسكافي:
إذا اعتذر الجاني محا العذر ذنبه ** وكان الذي لا يقبل العذر جانيا

652- وأنشدني أبو عبد الله المارستاني:
إن للاعتذار حظا من العفـ ** ـو يراه المقر بالإنصاف

ولعمري لقد أجلك من ** جاء مقرا بذلة الاعتراف

.باب ما يكره للرجل أن يصحب الأشرار:

653- حدثنا علي بن زيد الفرائضي، ثنا إبراهيم بن مهدي المصيصي، ثنا جعفر بن سليمان الضبعي، عن مالك بن دينار، أنه قال لختنه مغيرة: يا مغيرة، انظر كل أخ لك، وصاحب لك، وصديق لك، لا تستفيد منه في دينك خيرا، فانبذ عنك صحبته، فإنما ذلك لك عدو. وقال: يا مغيرة الناس أشكال: الحمام مع الحمام، والغراب مع الغراب، والصعو مع الصعو، وكل مع شكله.
654- حدثنا جعفر بن عامر البزاز، ثنا أحمد بن مجاهد، ثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن بلال بن سعد قال: أخ لك كلما لقيك ذكرك بنصيبك من الله، خير لك من أخ كلما لقيك وضع في كفك دينارا.
655- حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، ثنا أبو داود الطيالسي، ثنا زهير بن محمد وهو التميمي، عن موسى بن وردان، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل».
656- حدثنا علي بن زيد الفرائضي، ثنا موسى بن داود، عن إبراهيم بن أبي يحيى، عن صفوان بن سليم، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل».
657- أنشدني بعض أصحابنا:
كل من كان لا يؤاخيك في الله ** فلا ترج أن يدوم إخاؤه

إن خير الإخوان من كان في الله ** له دوام وده وصفاؤه

658- حدثنا أبو بدر عباد بن الوليد الغبري، ثنا المنهال بن حماد السراج، ثنا سليمان العجلي، ثنا بديل بن ورقاء قال: قال عمر بن الخطاب: عليك بإخوان الصدق فكن في اكتسابهم، فإنهم زين في الرخاء، وعزة عند البلاء.
659- حدثنا علي بن حرب، ثنا محمد بن فضيل المروزي، ثنا معمر بن سليمان الرقي، عن فرات بن سليمان، عن ميمون بن مهران قال: إن رجلين لا تصحبهما: صاحب يأكل سوءا، وصاحب بدعة.
660- حدثنا علي بن حرب، ثنا محمد بن يعلى، ثنا موسى بن عبيدة، عمن أخبره، قال: «قال لقمان لابنه: يا بني من لا يملك لسانه يندم، ومن يكثر المراء يشتم، ومن يصاحب صاحب السوء لا يسلم، ومن يصاحب الصالح يغنم».
661- حدثنا حميد بن الربيع الخزاز، ثنا محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني، عن جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران، قال: قال لي عمر بن عبد العزيز: لا تصاحب قاطع رحم، فإن الله تبارك وتعالى لعنه في آيتين من القرآن: آية في الرعد قوله تبارك وتعالى: {ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار}، وآية في سورة محمد صلى الله عليه وسلم قوله تبارك وتعالى: {فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم}.

.باب ما يكره من التنابز بالألقاب:

662- حدثنا محمد بن غالب بن حرب تمتام، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا عبد الله بن إدريس، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن أبي جبيرة بن الضحاك الأسلمي، قال: فينا نزلت هذه الآية معاشر الأنصار، قدم علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والرجل له اسمان، وثلاثة، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربما دعا الرجل ببعض تلك الأسماء، فيقال له: يا رسول الله، إنه يغضب من هذا الاسم. قال: فنزلت: {ولا تنابزوا بالألقاب}.
663- حدثنا أحمد بن بديل الأيامي، ثنا أبو أسامة حماد بن أسامة، ثنا سفيان الثوري، عن الحسن الجمحي قال: مر بنا رجل كان ينسب إلى التخنيث، فقال بعض القوم: مخنث. فأتينا عطاء، فقال: من قال له ذلك فليعد وضوءه، وصلاته، وصيامه.
664- حدثنا العباس بن عبد الله الترقفي، ثنا عثمان بن سعيد الحمصي، ثنا حريز بن عثمان، عن حبيب بن عبيد، عن سعيد بن عامر بن حذيم، وكان أميرا على حمص من قريش، أنه وثب على فرس له، فقال له قائل: لقد أجدت الوثبة يا قرحا، فقال: من الذي سماني بغير الاسم الذي سماني به والدي؟ إن كان لغنيا أن تلعنه الملائكة.
665- حدثنا أحمد بن يحيى بن مالك السوسي، ثنا داود بن المحبر، ثنا داود بن ميسرة، عن عمر بن سليمان، عن شهر بن حوشب، عن أبي أمامة، أنه سمع رجلا يقول لرجل من المسلمين: كيف أصبحت يا صلع؟ فقال: يا ابن أخي، لقد كنت عن لعنة الملائكة غنيا.
666- حدثنا سعدان بن يزيد البزاز، ثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، ثنا عوف، عن أبي المنهال، عن أبي العالية، في قوله تبارك وتعالى: {ولا تنابزوا بالألقاب} قال: لا تقل للمسلم يا فاسق. وتلا هذه الآية: {بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان}.

.باب ما جاء فيمن يعطي العطية ويمن بها من الكراهة:

667- حدثنا العباس بن محمد بن حاتم الدوري، ثنا أحوص بن جواب، ثنا عمار بن رزيق، عن الأعمش، عن سليمان بن مسهر، عن خرشة بن الحر، عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا يزكيهم: الذي لا يعطي عطية إلا منا، والمنفق سلعته بالكذب، والذي يجر إزاره خيلاء».
668- حدثنا علي بن حرب، ثنا محمد بن فضيل، ثنا يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو قال: لا يدخل الجنة عاق، ولا منان، ولا مدمن خمر.
669- حدثنا نصر بن داود الصاغاني، ثنا محمد بن كثير، ثنا سفيان، عن منصور، عن سالم، عن جابان، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وحدثنا أحمد بن ملاعب البغدادي، ثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى، حدثني، عن ابن أبي ليلى، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابان، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة أربعة: المدمن الخمر، والعاق لوالديه، والولد الزنا، والمنان».
670- حدثنا سعدان بن يزيد البزاز، ثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، ثنا محمد بن عبد الله العمي، عن علي بن زيد، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يلج حائط القدس: المدمن الخمر، ولا العاق لوالديه، ولا المنان بعطائه».
671- حدثنا العباس بن محمد الدوري، ثنا روح بن عباد، ثنا عتاب بن بشير، أنبا خصيف، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يدخل الجنة مدمن خمر، ولا عاق، ولا منان».
قال ابن عباس: فتمنون ذلك على المؤمنين تصبون ذنوبا. وقال: وجدت في كتاب الله تعالى في العاق: {فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم}، وقال: {لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى}، وقال في الخمر: {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام} إلى آخر الآية.
672- حدثنا محمد بن جابر الضرير، ثنا حذيفة، ثنا سفيان، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن أبي ذر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله عز وجل يبغض ثلاثة: الشيخ الزاني، والمختال المقل، والبخيل المنان».
673- حدثنا عمر بن شبة النميري، ثنا سالم بن نوح عن الجريري (ح) وحدثنا سعدان بن يزيد البزاز، ثنا علي بن عاصم، عن الجريري، جميعا قالا: عن أبي العلاء، عن ابن الأحمس، قال: لقيت أبا ذر، فقلت: أبا ذر، ما حديث بلغني لك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما هو؟ فإني لا أخالني أكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلت: بلغني أنك تقول: «ثلاثة يشنؤهم الله عز وجل». قال: قلته، وسمعته. قلت: فمن الذين يشنؤهم؟ قال: «التاجر أو البياع الحلاف، والفقير المختال، والبخيل المنان».
674- حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الشامي، ثنا عثمان بن سعيد الحمصي، ثنا حريز بن عثمان، عن أبي الحسن نمران الذماري، عن ابن أبي ملكية، أنه كان يقول في هذه الآية: {إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون} قال: المنان، والمختال، والذي يقطع بيمينه أموال الناس.
675- حدثنا سعدان بن يزيد البزاز، ثنا يزيد بن هارون، أنبا صدقة بن موسى، عن فرقد السبخي، عن مرة الطيب، عن أبي بكر الصديق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة خب، ولا بخيل، ولا منان، ولا سيئ الملكة».